التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مقالي في صحيفة الانباء السعوديه (بين خادمٍ وعبد)

بيـــن خادم وعبد

"الرقيق" هو العبد او المملوك وهو وصف يُصطلح على كل من اجتُث من وطنه وصار يُباع ويُشترى لغرض القيام
بالاعمال الشاقه سواء كانت اقتصاديه, اجتماعيه او سياسية كااعمال البناء,او الحرب,او في زراعة الارض بل كان
يُهدى في كثير من الاحيان كتعبير عن الشكر والامتنان! حيث لم يكن لهم ادنى حق في تقرير مصيرهم ,او الادلاء باراءهم
او حتى رفض العمل بل كانت تُلغى جميع ماتبقى له من ملامح شخصيته سواء كانت بتغيير اسمه,ديانته ,و لغته.
ولما كانت هذه الظاهره البديئة واضحة المعالم-الاستعباد- نقتفي اثارها بما بقي لنا من اثار
تاريخيه وعجائب دنيويه فـ"سور الصين العظيم "مثلا والذي يُعرف ب سور"تشين" بُني لغرض الحروب
اللتي كانت قائمه انذاك واستخدم فيها العبيد للبناء والحرب معا,اما "الاهرامات" فمعلم اخر استخدم فيه العبيد ايضا وهي
عباره عن مقابر تبنى وتحنط فيها جثث الملوك مع كل مايملكون من ثروات وذلك لظنهم بانهم سيبعثون مره اخرى
ويستكملو مسيرة حياتهم ,ولنا ان نتخيل صنوف الاذى اللتي عانوا منها اثناء بناء هذه التحف الفنية!.


عندما جاء الدين الاسلامي السمح خفف من وطئة الاحكام المؤبده التي اصدرها الانسان بحق اخيه" العبد" فأصبح عتقهم من اعظم مكفرات الذنوب,ودعا عليه الصلاة و والسلام الى تجنب تسميتهم بما يجرحهم حيث قال عليه الصلاة والسلام:
(لايقل احدكم عبدي ,امتي,كلكم عبيد الله وكلكم اماء الله وليقل:غلامي,جاريتي,فتاي,فتاتي),وكما جعل حد ضربهم ان
يكون في عتقهم من العبودية ونذكر الحادثه التي عاب الرسول على الصحابي الجليل الذي قال لبلال بن رباح
"يابن السوداء" فرد عليه الرسول بقوله "انك امرؤ فيك جاهليه" فرجع الصحابي ووضع خده على الارض وقال دس
على رأس ابن الاشراف يابلال فاخذه بلال وسامحه. لست بصدد التدرج الى العصور اللتي تلت عصر الرسول وماجرى فيها
من استفحال امر العبودية والثورات المضاده ولكن اكتفي بالمقوله الشهيره للصحابي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه :
حينما قال (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهم احرارا؟) العبارة التي تعكس روح ذلك العصر بسماحته والذي
لابد لنا من ان نستقي من فيض الانسانيه فيه كما نستقي منه الاحكام الشرعيه.و اما تحرير العبيد وتحريم الرق والعبوديه
فكان بعد استقلال امريكا واعلانها بان العبودية شر محظ ثم اصدار هيئة حقوق الانسان قرار منع تجارة العبيد والغاءها
بجميع اشكالها 1865-بغض النظر عن الاسباب- هل نصل فعلا الى استنتاج فكرة انتهاء عصر العبوديه؟
قبل ان نجيب يراودني الان سؤال اخر ماذا عن "الخادمه المنزليه","والسائق",و"الاوفيس بوي" هل مايحدث لهم يُعد
خارج اطار العبوديه؟

أنا لا أشير الى ايقاف "استقدام" الايدي العاملة فا انا احد الاشخاص المستفيدين من وجودهم ولكني اشير الى سوء المعاملة
من قبل "الكفيل" وطريقتها التي ان دلت على شي فهي تدل على اعتقاده بتملك تلك النفس البشريه فبمجرد وصول "العامل"
الى أرض العبوديه هنا يبدأ السيد بـ"الاكشن" ويكون بفرض سلطته عن طريق الزامه بااعمال تثقل كاهله, زيادة عدد ساعات
العمل عن حدود المعقول,ممارسة بعض طقوس الترهيب في حالة عدم انجاز العمل على الوجه المطلوب او استغلاله بالعمل
في اكثر من بيئة عمل واحدة.كما أريد تسليط الضوءعلى ظاهره متفشيه وباتت مستهجنه وهي استغلال "الخادمه المنزليه" بالاخص في شهر رمضان المبارك فتبلغ اجرتها ماتزيدعن"أربعة الاف ريال"في الشهر واما الخادمه فلها ماتم الاتفاق المسبق عليه!!وهذا احد اشكال الاجحاف في حقها واستغلال ماجن! هنا أستشف بأنه في داخل كل منا شخص ظالم بقدر مايملك من سلطة
,اما وقد بتنا نطالب بحرية الرأي,والعدل وغيرها من القيم الفاضله أليس من باب أولى أن نبدأ بها من داخل بيوتنا؟
في النهاية اختلفت المسميات والمؤسسات المستفيده والمصالح وبقي حال هؤلاء محكوم بمدى انسانية الافراد.
رابط المقال: http://www.alsaudeh.com/articles.php?action=show&id=584

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم أستهجن الاعترافات العارية المدججه بلهيب لايطفئه سوا مدفئة وقدح من الشاي ونظــراتك,,, ظلااام ولانور الا شعاع  مشاعرك ,ابتسامتــك ,,,وصوت المطر. كماعشــق هذا الركــن الهادئ,الصاخب بما يعتمل بين قضبان قلبــك,نبــضات موسيقية,شهيق وزفــيرمحملة بكلمات,اهات,شــوق,رغبة مكسوة ببعض الاستحياء الجامح. هدوءك ياصــاحبي,,واحتراق الخشب,صوت الجندب,لفحة برد,نسمة عشــق,وكنزة صوف هذا كل مااحتاجه في هذا الشتاء..

تساؤل

    كم اتمنى ان استطيع ان انفث فيك حب القراءة والاطلاع واستلابك من محيطك:محيط الثقافة العربية  الشرقية المتوارثة المحدودة الرؤية الى عالم اخر نعيشه معاً,, سئمت الوحدة في عالمي,هل من طائل من تسللي الى برجك وافتعال كوني حورية تجتذبك حتى النخاع الى بيئة اخرى اكثر اخضراراً؟

الشحنات البائسة (تدوينه ساخره)

  عندما يثقلك الهم ولا تعلم لمن تشكوه,ليس لأنه  لايوجد من تشكو له بل لأن من تشكو له اما انه مثقل بهموم اخرى وتخاف ان هذه الطاقه السلبيه التي ستهبها اياه بالمجان قد تكون هي من تقصم ظهر البعير,بمعنى ان بعضهم ممن نختارهم لنشكو لايعلم الطريقه المثلى لافراغ طاقاته السلبيه فيختزن الهموم وتتكدس الالام فهل سيريحني ان تنفجر احشاءه يوما؟ واما الاخر  فقد يكون فرح مرتاح البال فقد افرغ كل ما بجعبته من سلبيات فهل يستحق ان اُلغمه ببعضها من جديد؟   اذن نتسال الان ومالحل الامثل لافراغ هذه الشحنات البائسه؟   الحل الوحيد هو انك تدور لك على انسان ماتواطنه وتقوله عن كل مشاكلك ومشاكل الجيران عشان اول ماتخلص شكوى وحلطمة يموت,وبكذا افتكيت من شي مؤذي بحياتك لووول.